يلتقط الطفل عصاه هاجما بها علي رفاق لعبه …. تتداخل السيوف …. كثيرا ما يسقط في القتال والعصا بيده …..أمه تتأفف منها …. ارم هذه العصا اللعينة ، هل أنت راعي غنم حتى تلازمك دائما ؟
يرد عليها :
لا أستطيع أن أتحرك بدونها …ثم كيف سألعب ؟!
وهل أنت عجوز ؟
أنا بطل …… العجوز يحملها هكذا ( يحنيها متكئاً عليها ) أما أنا فاحملها هكذا ( يرفعها عاليا كما لو إنها سيف ) .
في الفراش تحضنه وكأنه اللقاء الأول بينهما …. يطلب إليها أن تحكي له حكاية جميلة ……يده علي عصاه مخبئة تحت الفراش …. تطلب منه إغماض عينيه قبل أن تبدأ الكلام …… يقفلهما عنوة .
كان ياما كان سلطان وكان عند السلطان بلاد كبيرة وخيرات وفيرة وابنة وحيدة جميلة يخطبها إليه الأمراء والسلاطين و …….يقاطعها واقفا…..قصة ثقيلة ….ُيميل فمه مقلدا شخصا مشوه الفم واللسان ..…بنت جميلة وماد خلي أنا ؟ أريد قصة اجمل …..يقبض علي العصا في يديه ويضغط علي شفتيه …اجمل ..اجمل ..اجمل .
إذن اغمض عينيك …..آآآ… كان هناك طفل وسيم ونظيف اسمه (علي) .
يقفز فرحا …يعني اسمه مثل اسمي ؟
اجل …اجل ….وكان علي من نظافته ووسامته يتعرض لمشاكسات الأولاد الذين يغارون منه فيسقطونه في البرك والغدران ليتوحل ….
يقفز مرة ثانية …..قصة لا احبها من بدايتها ……
لماذا يا حبيبي ؟
هذه حكاية بنات وليست حكاية للأولاد ؟
حيرتني !!!!! ماذا احكي لك ؟
أمامك نهار طويل لم َلاتفكرين فيه عما ستروينه لي في الليل؟ لماذا تجعلينني أنام بلا قصة ؟!
يدير ظهره لها مغمضا عينيه ……تصبحين بخير.
قم… قم…. سأخبرك قصة رجل مليئة بالمصاعب والألم ، جاب بلاد العالم بحثا عن أخته الصغيرة التي اختطفها اللصوص .
تجذبه المقدمة فيقعي في سريره ومعه العصا …. وهل خلصها ؟
الأم متذمرة :
هذا هو عيبك تريد أن نبدأ من النهاية لا يصح ياماما !!
أريد أن اطمئن علي النهاية فقط ؟
لا… شرط الراوي أن ينصت السامع .
لا يمكنني انتظارك أسبوعا حتى تنتهي !
الأم بغضب :
كلا لم يخلصها ها…. ارتحت ؟
إذن ليست قصة لرجل .
بلى هي قصة رجل بالفعل .
كلا ….قصته هو وليست قصص للرجال ……….تصبحين بخير .
في منتصف الذهاب للنوم وبينما كلٍ يروي لنفسه قصصها، يهز أمه بلطف ليرى إن كانت صاحية…..تهمهم الأم …. فيسكب سؤاله في آذنها دون أن يوقن من انتباهها له ……أليس له يدين ؟!
أليس له عقل ؟!
يسأل عصاه عندما لاترد أمه جوابا .