في السابعة والعشرين من عمري، وجدت أنني لا زلت صبياً؛ لقد تعبت من كوني صبياً ومن عدة أشياء أخرى.
في الأيام الخوالي، كنت أشعر شعوراً طيباً لكوني صبياً. كانت الحياة متفتحة أمامي. ويبدو لي أن كوني رجلاً هو سبب كافٍ يدعو للاحتفال؛ ولهذا السبب دهشت لأن الحياة سببت لي إحباطاً حتى الآن.
ويبدو لي أن الرجولة وغالبية مظاهرها تتحاشاني. أنا لا أملك جسم عارضي الملابس الداخلية، أو أي قوة، أو أي قدرة استثنائية للحديث عنها. أنا لا أملك أي نقود، ورغم اهتمامي الشديد بالنساء، إلا أنهم نادراً ما يبادلونني نفس الاهتمام. لم تكن لدي أية مغامرات، ولا أحد يحسد حياتي؛ وفي الحقيقة لا أحد يهتم بالقدر الكافي حتى لعدم حسدي عليها.
وفي رأيي أن هذا يرجع إلى أنني لم يوجد لدي أبداً خصيتين، أو ربما قام المجتمع بخنق خصيتي. وأعتقد أن العديد من الشباب المعاصرين يعانون من هذا المحنة. مخنث؛ وهذا هو نوع الرجال الذي يفضله المجتمع في هذا الزمن.
لقد قررت النساء أن الرجال قد حرموهن من أن يصبحن نساءً لفترة طويلة من الزمن. لذلك، خلال المائة سنة الماضية تقريباً، كانت نساء العالم يكرسن طاقاتهن لكي يصبحن أكثر شبهاً بالرجال. إنهم يعتقدن أنه نوع من تحرير النساء، ويبدو أن النساء في حالة احتفال بذلك.
ربما الشابات المعاصرات هن شباب اليوم.
إن حقيقة الأمر هي أن النساء يسرن في نفس الطريق التي سار فيها الشباب من قبل، أي يصبحن مخنثات ووجودهن مثل خط التجميع؛ وهذا هو النوع الوحيد من الوجود المسموح به في المجتمع التقدمي. لقد اعتاد المجتمع على أن تعمل النساء لصالح الرجال، والآن تعمل النساء مثل الرجال لصالح المنفعة الكبرى للمجتمع. وأصبحت حاجة النساء للرجال أقل فأقل.
ومن المحتمل أن تعلن هذه الظاهرة موت الرجولة. إن الرجال يحتاجون للشعور بأن النساء تحتاج إليهم كي يصبحوا رجالاً. وأتخيل أن العكس صحيح أيضاً؛ أي أن النساء تحتاج للشعور بأن الرجال يحتاجون إليهن كي يصبحن نساء.
نحن جميعاً سلالة منحرفة.