أيام الزواج الأولى والشعور بالضيق طباعة
السؤال:
أنا متزوج منذ أربعة أشهر، ومنذ اليوم الثاني للزواج أحسست بأني مخنوق أو متضايق من شيء ما، فقلت ربما هذا شيء طبيعي نتج عن تغيير الحياة، سافرت لشهر العسل وما زلت تنتابني أمور الضيق والتكدر، حتى إن زوجتي شعرت بذلك، وأنا أتحجج بأني أفكر في الحياة ومستقبلنا، وأحيانا أتمنى لو أني ما تزوجت، وكلما أجلس بيني وبين نفسي أقنع نفسي بالكف عن هذا الشعور، ولكن بعدها بساعات يرجع لي نفس الشعور. أرشدوني ماذا أفعل؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الحبيب.. أبارك لك زواجك، وأسأل الله تعالى أن يجعله زواجاً مبروكاً، وأن يكون عوناً لك على زيادة في الخير، وتقرباً إلى الله عز وجل.
ما تصفه من شعور يخالجك أمر طبيعي، فلا تحمل الأمر لما هو أكبر منه وتجده صعباً وثقيلاً فيمنحك هماً أكبر مما تشعر به. ولعلك إن نظرت جيداً بداخلك ستجد أن التفكير في هذا الأمر قد منحك هماً وقلقاً أكبر من فكرة أن هناك أمراً يضايقك بهذا الزواج.
إن الزواج استقرار وراحة نفسية؛ فهو مودة ورحمة بين الزوجين، فلا تجعل مجرد فكرة تلوح لك في الأفق تعكر عليك أجمل لحظاتك ألا وهي أولى سنوات الزواج، بل عليك أن تستمع بهذه الأيام قبل أن يصبح لديكم أطفال، فتكبر عائلتكم وبالتالي تختلف المسؤولية والالتزام.
من المتعارف عليه أن السنة الأولى في الزواج تمر بأمور كثيرة قد لا يعرفها الشاب أو الشابة، فتؤدي بهما إلى الانفصال عن بعضهما، بينما هي أمور معروفة، وتحدث لدى أغلب المتزوجين حديثاً، لذلك عليك تجاهل كل ما يجول في خاطرك من أفكار وتركها خلفك، واستعن بالله وتقرب إليه بالدعاء، وأسأله سبحانه أن يريح بالك، وأن يقر عينك بأهلك وزوجتك.
لا تجعل أفكاراً تأتي من عقلك الباطن تسيطر عليك، ولعلمك فطالما أن تفكر في هذا الموضوع تجعل نفسك تدور في فلكه ولا تخرج منه، ولكن إن أنت أوقفت التفكير فيه وصرفت نفسك عنه ستجد نفسك تنساه بالتدريج حتى يتلاشى تماماً، ولكن كن على ثقة بنفسك أنك قادر على التخلص من هذه الأفكار، ولا تفقد ثقتك بنفسك لمجرد وهم يلاحقك وأنت سقيته من خلال كثرة التفكير فيه حتى أصبحت له غصون وأوراق في داخلك.
ربما سبب هذا الضيق الذي لديك هو نتيجة أمور أخرى أنت ترى أن لها علاقة بزواجك، فمثلاً ربما تكون قد استلفت مالاً من أجل زواجك، فأصبح هذا الدين هماً عليك، أو أمر آخر مشابه لهذا، فعليك أن تبتعد بتفكيرك عن زوجتك، وستجد السبب، وتتخلص مما يجلب لك الضيق.
ذكرت أنك سافرت لشهر العسل، وأنا أنصحك بأن تذهب كذلك لتأخذ عمرة في بيت الله الحرام، وأن تشرب من ماء زمزم، وأن تتجه إلى الله عز وجل بقلب صادق بأن يريح بالك، وأن يزيل عنك ما أهمك، وعليك دائماً أن تعوِّد نفسك قبل أن تتخذ قراراً أن تصلي صلاة الاستخارة، وحينها فإن الله عز وجل سيعينك ويهديك لسبيل الرشاد.
أسأل الحق تبارك وتعالى أن يريح بالك، وأن يطمئن قلبك، وأن تقر عينك بزوجتك، وأن تسعد بها وتسعد بك، وأن تنجبا الذرية الصالحة، وأن تكونا عوناً لبعضكما على عبادة الله سبحانه.