[دعوة للكتابة] لماذا نكتب؟
دائماً كنت أتساءل عن الأسباب، بإمكاني الجلوس مع أحدهم والتحدث له مباشرة، أو عبر الهاتف، المسنجر أو المنتدى، أو حتى البريد الإلكتروني، لكن عند التفكير بكتابة مواضيع أتحدث فيها عما كنت أقوله لذلك الشخص أو غيره وأطرحها للجميع فإني أتأخر.. أتكاسل.. أتباطئ، ثم لا أفعل. بافتتاحي لهذه المدونة أظن أني كسرت هذا الحاجز .. الحاجز الكبير، أصبحت أكتب الآن لك ولغيرك، نعم، لم أكن أفكر أني في يوم سأتخلص من هذا الكسل الغريب، وأكتب!
لماذا نكتب؟
هل تساءلت يوماً عن السبب؟ لم ينبغي علينا الكتابة، ونشر مالدينا من علم؟ ألم نتعب في جمعه؟ نعم، سمعت الكثيرين ممن يقولون مثل هذا الكلام، يا مبدع لا تضيع وقتك، ولا تقدم العلم على طبق رخيص لا تجني منه فائدة.
هيا لنفكر أنا وأنت كالعادة..
هل استفدت معلومة جديدة أو تشجيعاً لك في أمر ما من خلال المواضيع القليلة التي كتبتها الأسبوع الماضي؟ إذا كان كذلك، فكيف كنت ستعرف هذه المعلومة أو ستجني هذا التشجيع الذي يثمر عن عمل كبير لاحقاً إذا لم أقم أنا بكتابته؟ أنا أيضاً، استفدت حتى الآن من بعض التعليقات والآراء في المدونة هنا، فعلاً استفدت، إن لم تكتبه أنت وغيرك فكيف كنت سأستفيد؟
هكذا هو العلم، ينتقل عن طريق الكتابة، وهكذا نتطور، إذا لم نقم بتبادل خبراتنا، ونحب الخير للناس ولنا، فلن نفهم شيئاً. إذا لم يكتب الطبيب والمهندس لبعضهما، فلن يعرف الطبيب أي معلومة في أساس الهندسة، ولن يعرف المهندس شيئاً في أساسيات الطب ! لابدّ لنا أن نحب الفائدة للناس، ليفعلوا هم ذلك.
تطوّرك يعني تطوري، فأنا إن أعطيتك مما لدي الآن قد تتعلم وتتعمق ثم تنتج شيئاً أستفيد منه أنا.
أيضاً، ألن تشعر بالفرح حينما ترى غيرك قد استفاد مما لديك؟ ألن تشعر بالفعل لأن جهدك وكلامك قد أثّرا في أحدهم وطوراه؟ ألن تشعر بالسعادة لأن ما أنتجته لن ينتهي عندك ويتوقف ويضيع؟
تثبيت المعلومات، وزيادة الاقتناع.. أظنك شرحت لأحدهم في المدرسة أو الجامعة أو مكان آخر شيئاً لا يعرفه، عندما كنت تشرح.. ألم تكن تراجع معلوماتك؟ ألم يفدك الشرح لاحقاً في تثبيت المعلومة في رأسك؟ ألا تأتيك أحيان تضطر فيها للرجوع إلى مراجع للبحث عن أمر لم تفهمه أنت أيضاً لتشرحه لغيرك؟ هكذا أنت المستفيد..
وأيضاً حينما تشجع غيرك، أنا مثلاً إذا تناقشت مع أحدهم أو شجعته، أو كتبت أي موضوع، أقوم بقراءته كأنني لست الكاتب، وأعيد ثقتي بنفسي عن طريقه، وأستفيد مما كتبته أنا.. هذه طريقة تفيدك لتوجيه نفسك إذا لم تجد من ينصحك ويوجهك، أو يدفعك ويشجّعك.
من قال أنه ليس لديك ما تكتبه؟
نعم، قالوا ذلك، ولكن هل هذا صحيح؟
أغلب من عرف بأني سأفتح مدونة شجعوني على ذلك وشدّوا على يدي، وسمعت سيلاً من المديح، ولكن البعض الآخر قال: “ومن أين لديك ما تكتبه؟ وفيم ستكتب أصلاً؟ أنت لا تقرأ 24 ساعة، وليس الكثير من وقتك للكتب، فأخبرنا عمّا ستكتبه”، ما قلته لهم هو، “تابعوا وسترون”..
لماذا؟ لأني مقتنع بما لدي، وأعرف ما سأكتب.. والكثير ممن سألتهم عن سبب عدم فتح مدونات خاصة بهم أجابوني بـ”وماذا سأكتب فيها”؟
فكّر في ميولك ومعرفتك، أو تخصصك، هل لديك معلومات في تخصصك لا يعرفها غيرك من الناس؟
فكّر بالمعلومات العامة والخبرة، هل لديك من النصائح أو المواضيع أو حتى الأخبار، مالا يعلمها غيرك وتعرفها أنت؟
جمّعها وعدّها، كم عددها؟ 20 موضوع؟ 30 ؟ ، لا تظن أن لديك أقل، بل لديك ثلاثون موضوعاً أو أكثر، أنت فقط ترى أن هذه المواضيع تافهة، هل هي فعلاً كذلك؟ ربما هي بالنسبة لك، لكن للعامة؟ هل يعرفونها؟ إذا كان الجواب “لا” فاكتبها على الفور ولا تخشى شيئاً.
إذاً لديك 30 موضوع، هذا أكثر من كافٍ.. كيف
بالـ 30 هذه، تستطيع فتح مدونة وتوزع فيها هذه المواضيع بطرق معينة مثل:
مدونة الـ30 يوماً، تخبر الناس عن موعد افتتاحها، وتقول أن عمر هذه المدونة سيكون شهراً فقط، فقط شهر يتكون من 30 يوماً وبعدها ستتوقف عن الكتابة وتجعلها أرشيف للقراءة والمراجعة.
مدونة الـ60 يوماً، أو 90 يوماً!! ، تكتب فيها موضوعاً واحداً من الـ30 المسجلة في كل يومين أو ثلاث، وبعدها تغلق المدونة
تكتب فيها بشكل أسبوعي، وتخبر الناس بأن نظام المدونة هو هكذا، في هذه الحالة ستكتب في المدونة لما يقارب ال8 أشهر ! ، فقط بـ30 موضوعاً
هل تظن أن الـ30 ستبقى كما هي؟ لا، فكر بكل شيء واكتبه، وسترى أن الـ30 أصبحت 60، وازدادات إلى 100، وهكذا ستستمر..
ابدأ بخطة معينة، وامضي عليها ولا تقلق، ويمكنك فعل الأمر نفسه حتى لو كان عندك 10 مواضيع فقط، فكر فقط، واظهر بأفكار مميزة، المدونات ذات الـ10 المواضيع هذه ستلقى إقبالاً كبيراً، لأن الجميع سيتابعها قبل أن تنتهي المواضيع الـ10 ، المهم أنه لديك معلومات، فاكبتها ولا تخف.. وتذكر أن هناك من لايعرفها
هذه هو الجزء الأول، تحدثت في نقطتين فقط وأكثرت فيهما، لأنهما البداية، المواضيع القادمة من هذا النوع سأكثر فيها من النقاط وأختصر في شرح كل منها، لاتقلق